أحرج وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو نظيره اللبناني جبران باسيل في الهجوم غير المسبوق الذي شنّه على حزب الله باستعماله كلمات ليست شءجمفردات القاموس الديبلوماسي وقريبة من الخطب السياسية التي تحرّك المشاعر وتضمنت بعض الجمل تهديدا مبطنا وإحراجا للبنان الرسمي فإما ان تكونوا معنا ويكون موقفكم كما موقفنا من حزب الله او انتم مع الحزب ولا تريدوننا .
تجنّب بومبيو الإدلاء باي تصريح لا في القصر الجمهوري ولا في عين التينة ولا في السرايا وعقد مؤتمرا صحفيا مشتركا مع باسيل نسف فيه الاجتهاد الذي صاغه رئيس التيار الوطني الحر لإثبات لبنانية حزب الله وانه مكّون من لبنانيين حملوا السلاح لتحرير الارض المحتلة من اسرائيل وهي لا تزال كذلك في اجزاء قليلة منها . وخلص اجتهاد باسيل الى ان الحزب ليس ارهابيا كما تعتبره بعض الدول من دون ذكر اسم اميركا امام الضيف الذي هاجم بعنف الحزب وبنبرة خطابية وكأنه امام تجمع انتخابي في ولأية كنساس حيث بومبيو نائبا عنها هذا ما يسجّله كل من حضر شخصيا المؤتمر وهذا ما استرعى انتباه معد الزيارة معاون وزير الخارجية بالوكالة السفير ديفيد ساترفيللد الذي سحب من جيب جاكيتته ورقة صغيرة تحتوي بمواضيع الشق المتعلق بكلمة بومبيو .
ومما لفت باسيل والديبلوماسيين اللبنانيين والصحافيين اللهجة التي استعملها الوزير بومبيو في اطلاق التهديدات ضد الحزب عندما قال"ان حزب الله يقف عائقا امام أحلام الشعب اللبناني ل 34 عاما" ووضعه في "خطر بسبب قراراته الاحادية غير الخاضعة للمحاسبة المتعلقة بالحرب والسلام والحياة والموت سواء من خلال وعوده السياسية او من ترهيبه المباشر للناخبين. "
وسأل " كيف يمكن لصرف الموارد واهدار ارواح البشر في اليمن والعراق وسوريا ان يساعد مواطني جنوب لبنان او بيروت او البقاع ?"
قرأ من حضر المؤتمر الصحفي المشترك في مقر الديبلوماسية اللبنانية اتهاما لإيران بانها وراء الحزب وتسليحه ودعوة بومبيو لمواجهة التدخل الايراني ودعوة من رئيس الديبلوماسية الاميركية الشعب اللبناني لمواجهته لان طهران لا تريد الا اطلاق يد الحزب لانها لا تريد الاستقرار في لبنان وتهدف الى تقويض الدولة اللبنانية والقضاء على فرص السلام بين اسرائيل. الفلسطينيين .
اما الجديد الذي كشف عنه وزير الخارجية بومبيو فهو ان بلاده قررت " الضغط غير المسبوق على إيران حتى توقف سلوكها بما في ذلك الحزب ونشاطاته ووقف تخزين الصواريخ وتعطيل شبكات تهريب المخرات الايرانية ومحاولات تبييض الاموال …
استغربت جهات ديبلوماسية في بيروت تصريحات بومبيو لا سيما دعوته من يعارض ايران والحزب للوقوف في وجه طهران والحزب في لبنان . لاحظت ان وزير خارجية اميركا أمضى يومين كاملين اجرى خلالها اجتماعات رسمية اما لماذا لقاءاته التي وصفت بانها ادارية منها ماهو عسكري واخرى اداري واخرى ورجال ديني? .
في الخلاصة احدث بومبيو ضجيجا سياسيا صاخبا ليس بهجومه على ايران وعلى الحزب بل باستعماله مفردات لاول مرة ترد على لسان مسؤول اميركي خارج واشنطن داعيا لبنان الى مواجهة التدخلات الايرانية والى وضع قيود على الحزب وهو يعلم ان ما يطالب به اذا ما حصل يعني إشعال قتال
داخلي لا احد يؤيده بدليل ان رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ووزير الخارجية رفضوا ذلك سلفا مؤكدين ان الحزب غير ارهابي كما تعتبره واشنطن . الا ان الإيجاب في محادثات بومبيو في لبنان هو تأكيده على وحدة الشعب وعلى الاستقرار الذي يتمتع به ان واشنطن لا تزال تدعم وتمول برامج للنازحين السوريين في لبنان لي مساعدته على ترسيم حدوده البحرية مع اسرائيل بالتعاون بين بلاده والامم المتحدة لاقناع اسرائيل بالحفاظ على الثروة النفطية وعلى ابار الغاز في المنطقة الاقتصادية الخالصة حتى لو بدأت اسرائيل بالتنقيب قبل لبنان.
واختصر مسؤول لبناني شارك في المحادثات مع بومبيو الإيجابيات تطغى على السلبيات لان المسؤول الاميركي يعلم كل العلم ان معالجة الملف العسكري للحزب يتجاوز المسؤولين اللبنانيين من جميع القوى وان الجهة الوحيدة القادرة على تحقيق ذلك هي ايران التي تمول عسكريا وماليا الحزب الذي يشكل جزءا من استراتيجيتها في الإقليم .
اللافت ايضا ان ما سمي بالغلطة البروتوكولية مع بومبيو اثناء وصوله ومغادرته القصر الجمهوري حرصت دوائره على الاسراع في نفيه فيما اتهمت مصادر في الخارجية الاميركية مدير المراسم على مرافقة بومبيو الى خارج مبنى القصر دون لفت انتباهه الى تسجيل كلمةةفي السجل الذهبي اذا ما رغب في ذلك .
كما ان ردود فعل من الحزب ومن نواب امل على رفض وانتقاد هجوم بومبيو على ارهاب الحزب ظهرت فيما كان بومبيو يجتمع الى مطران الروم الأرثوذكس في بيروت .